للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه ذنب ووزر سواء كان صغيرا أو كبيرا، فلينتبه المرؤ على نفسه مما يدعوا الناس إليه وليكن على حذر في كل صغيرة وكبيرة.

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «فإن عليه من الإثم مثل آثام من تبعه» قال المناوي: "لتولده عن فعله الذي هو من خصال الشيطان والعبد يستحق العقوبة على السبب وما تولد منه، كما يعاقب السكران على جنايته حال سكره، وإذا كان السبب محظورا لم يكن السكران معذورا، فالله يعاقب على الأسباب المحرمة وما تولد منها، كما يثيب على الأسباب المأمور بها، وما تولد منها؛ ولهذا كان على قابيل القاتل لأخيه كفل من ذنب كل قاتل (١)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «فإن عليه من الإثم مثل آثام من تبعه»، هو موافق لقوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: ٢٥]، وعن عبد الله مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقتل نفس ظلما، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل (٢)» (٣).

قال عبد الرحمن آل سعدي: " الهُدى: هو العلم النافع، والعمل الصالح، فكل من علم علما أو وجه المتعلمين إلى سلوك طريقة يحصل لهم فيها علم: فهو داع إلى


(١) فيض القدير (٦/ ١٢٥) رقم (٨٦٦٣).
(٢) كفل: جزء ونصيب من إثم قتلها، وقوله: سن القتل: أي ابتدع القتل على وجه الأرض. [تعليق البغا] على البخاري (٤/ ١٣٣).
(٣) متفق عليه: أخرجه البخاري (٤/ ١٣٣) رقم (٣٣٣٥)، مسلم (٣/ ١٣٠٣) رقم (١٦٧٧).

<<  <   >  >>