للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة» (١). يعني: ريحها، وعنه أيضا قال قال -صلى الله عليه وسلم-: «من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو يجاري به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار» (٢)، وقال ابن مسعود: "لا تعلموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، أو لتجادلوا به الفقهاء، أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله، فإنه يبقى ويذهب ما سواه" (٣).

فدلت هذا الأحاديث على أهمية الإخلاص لله تعالى، وخطر منافاته في كل الأعمال التي ذُكرت في هذه الرسالة، من تعلم للقرآن وتعليمه، وكذلك العلم الشرعي، والصدقة سواء كانت جارية أو منقطعة، والموت في سبيل الله تعالى، فعلى الإنسان أن يجعل هذه الأحاديث نصب عينيه دائما، لما لذِكرها من موعظة عظيمة للقلوب والنفوس فيعمل بمقتضى ذلك، نسأل الله أن يجعل أعمالنا صالحة خالصة لوجهه الكريم متقبلة، لا يكون لأحد منها شيء، إنه على كل شيء قدير، والله أعلم.


(١) أخرجه أبو داود عن أبي هريرة (٣/ ٣٢٣) رقم (٣٦٦٤) و الحاكم (١/ ١٦٠) رقم (٢٨٩) قال الألباني: حديث (صحيح) صحيح الجامع الصغير وزيادته (٢/ ١٠٦٠) رقم (٦١٥٩).
(٢) أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة (١/ ٩٦) رقم (٢٦٠) قال الألباني: حديث (صحيح) صحيح الجامع الصغير وزيادته (٢/ ١٠٦٠) رقم (٦١٥٨).
(٣) جامع العلوم والحكم (١/ ٧٨).

<<  <   >  >>