للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم، وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها (١)، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار» (٢)، وفي زيادة عند الترمذي بقوله: «يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة» (٣)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله،


(١) فعرفه: بالتشديد أي: ذكره الله تعالى. نعمته: كثرة أصناف العلوم والأموال. فعرفها: بالتخفيف أي: تذكرها فكأنه من الهول والدهشة، نسيها وذهل عنها. فقال تعالى: فما عملت فيها؟: أي: في مقابلتها شكرا لها أي في أيامها لينفعك اليوم. (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (١/ ٢٨٨).
(٢) أخرجه مسلم (٣/ ١٥١٣) رقم (١٩٠٥).
(٣) أخرجه الترمذي (٤/ ٥٩٣) رقم (٢٣٨٢)، وقال: «هذا حديث حسن غريب» قال الألباني: حديث (صحيح) صحيح الجامع الصغير وزيادته (١/ ٣٥٢) رقم (١٧١٣) التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (١/ ٤١٧) رقم (٤٠٩).

<<  <   >  >>