للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كتاب الله عز وجل، خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل» (١).

قال القاري في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «خير له من ناقتين وثلاث» "أي: من الآيات «خير له من ثلاث» أي: من الإبل. قال ابن حبان: هذا الخبر أضمر فيه كلمة وهي "لو تصدق بها" يريد بقوله: «فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث» لو تصدق بها لأن فضل تعلم آيتين من كتاب الله أكبر من فضل ناقتين وثلاث وعدادهن من الإبل لو تصدق بها إذ محال أن يشبه من تعلم آيتين من كتاب الله في الأجر بمن نال بعض حطام الدنيا … ، والحاصل أنه -صلى الله عليه وسلم- أراد ترغيبهم في الباقيات وتزهيدهم عن الفانيات فذكر هذا على سبيل التمثيل والتقريب إلى فهم العليل، وإلا فجميع الدنيا أحقر من أن يقابل بمعرفة آية من كتاب الله تعالى أو ثوابها من الدرجات العلى، كذا في المرقاة، وفي الحديث الحث على تعلم القرآن وتعليمه وتلاوته" (٢).

تنبيه:

لابد من الإخلاص لله تعالى في تعلم القرآن وتعليمه، فعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على


(١) أخرجه مسلم (١/ ٥٥٢) رقم (٨٠٣).
(٢) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٧/ ١٧٢، ١٧٣).

<<  <   >  >>