للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، والدعاء إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن وهو أشرف الجميع" (١).

قال ابن عثيمين: "قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه الخطاب للأمة عامة فخير الناس من جمع بين هذين الوصفين من تعلم القرآن وعلم القرآن تعلمه من غيره وعلمه غيره، والتعلم والتعليم يشمل التعلم اللفظي والمعنوي، فمن حفظ القرآن يعني صار يعلم الناس التلاوة ويحفظهم إياه فهو داخل في التعليم، والنوع الثاني: تعليم المعنى يعني تعليم التفسير أن الإنسان يجلس إلى الناس يعلمهم تفسير كلام الله عز وجل … ، كيف يُفسر القرآن وأعطاهم القواعد في ذلك فهذا من تعليم القرآن" (٢) انتهي، وفي فضل تعلم القرآن ما جاء عن عقبة بن عامر، قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في الصفة، فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان، أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين (٣) في غير إثم، ولا قطع رحم؟»، فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم، أو يقرأ آيتين


(١) فتح الباري لابن حجر (٩/ ٧٦).
(٢) شرح رياض الصالحين (٤/ ٦٣٩، ٦٤٠).
(٣) الصفة: أي في موضع مظلل من المسجد الشريف كان فقراء المهاجرين يأوون إليه وهم المسمون بأصحاب الصفة وكانوا أضياف الإسلام. يغدو: أي يذهب في الغدوة وهي أول النهار. بطحان: اسم موضع بقرب المدينة. العقيق: واد بالمدينة. كوماوين: الكوماء من الإبل العظيمة السنام. [شرح محمد فؤاد عبد الباقي] على مسلم (١/ ٥٥٢).

<<  <   >  >>