للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فضل تعلم القرآن وتعليمه:

قد جاء في فضل تعلم القرآن الكريم وتعليمه عدة أحاديث نذكر منها ما يلي:

فعن عثمان رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» (١).

قال المناوي في شرحه لهذا الحديث: "أي خير المتعلمين والمعلمين من كان تعلمه وتعليمه في القرآن لا في غيره، إذ خير الكلام كلام الله فكذا خير الناس بعد النبيين من اشتغل به، أو المراد خير المتعلمين من يعلم غيره لا من يقتصر على نفسه، أو المراد خيرية خاصة من هذه الجهة أي جهة حصول التعليم بعد العلم والذي يعلم غيره يحصل له النفع المتعدي بخلاف من يعمل فقط؛ ولذلك استظهروا رواية الواو على أو لاقتضائها إثبات الخيرية لمن فعل أحد الأمرين ولا شك أن الجامع بينهما مكمل لنفسه ولغيره فهو الأفضل، وقال بعض المحققين: والذي يسبق للفهم من تعلم القرآن حفظه وتعلم فقهه فالخيار من جمعهما، قال الطيبي: ولا بد من تقييد التعلم والتعليم بالإخلاص فمن أخلصهما وتخلق بهما دخل في زمرة الأنبياء" (٢). اهـ

قال ابن حجر: "ولا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه، مكمل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي، ولهذا كان أفضل وهو من جملة من عنى سبحانه وتعالى بقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا


(١) أخرجه البخاري (٦/ ١٩٢) رقم (٥٠٢٧).
(٢) فيض القدير (٣/ ٤٩٩).

<<  <   >  >>