فقط بمفردها، لَمَا تتردد لحظة واحدة في البحث عمن يعلمهم تلك السورة العظيمة.
فتأمل أخي الكريم أنك علمت رجلاً أو طفلاً أو امرأة سورة الفاتحة، وهي سبع آيات فكم ستُتلى هذه الآيات وتتكرر، فإذا كان يكررها المسلم في عدد ركعاته في الصلوات المكتوبة سبعة عشر مرة في اليوم والليلة، فكم سيكون الأجر في عدد ركعات الأسبوع وكم سيكون الأجر في عدد الركعات في الشهر وكم في السنة وهكذا، وكم سيكون الأجر في عدد ركعات العمر كله؛ و هذا كله في عدد ركعات الصلاة المفروضة فقط، فكيف وله أجرها ما تليت في كل صلوات المفروضة والنافلة، أضف الى ذلك أن لك أجر كل مَنْ تعلم ممن علمته هذه السورة العظيمة أي سورة الفاتحة، ولوكان هذا الفضل والأجر حاصل إلا في تعلم السورة كلها لكان هذا فضل كبير وأجر كثير؛ ولكن من فضل الله وكرمه أن جعل بكل حرف من حروف القرآن الكريم وبكل آية من آياته أجرا وثوابا عنده لمن قرأ وتعلم وعلم ذلك، وفضل الله واسع والله ذو الفضل العظيم.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ما تليت»: أي ما قُرئت هذه الآية وردد تلاوتها من تعلمها، سواء في الصلاة أو خارج الصلاة، كما هو ظاهر الحديث، وقد يحصل كذلك الأجر والثواب ويستمر للمعلم حتى لمن تعلم ممن علمه الآية الواحدة من القرآن، وهكذا يتسلسل الأجر والثواب، ولا ينقص من أجور أولئك المعلمين والمتعلمين