للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن، ومعلوم أنها الركن الثاني من أركان الدين وعموده القويم؛ ولكونها تتكرر خمس مرات في اليوم والليلة؛ فلما كانت الصلاة بهذه المكانة والمنزلة من الدين كان تعلم القرآن الكريم وتعليمه فرض عين لازم على كل مسلم ومسلمة؛ لكي يقوموا بإداء هذه الصلاة كاملة صحيحة؛ لأن قراءة الفاتحة من أركان الصلاة، ولذلك جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» (١)، هذا الأمر الأول.

الأمر الثاني: أن القرآن كلام الرحمن؛ فلعلو عظمة المتكلم وكماله وقدره وكل ما يليق به سبحانه وتعالى من الثناء والتعظيم والتنزيه والتقديس والكمال، علا وارتفع شرف كلامه وقُدم وفُضل على غيره من كل كلام، قراءةً وتَعلُما وتعليما؛ كونه كلام الخالق جل وعلا، فيقدم ويعلو شرفا ومرتبة وقدرا وتعظيما على كلام المخلوق العبد الضعيف، ولما كان القرآن الكريم بهذه المرتبة العالية والمكانة العظيمة من الدين؛ بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم-، و رتب الأجور العظيمة والفضائل الكبيرة لمن قرأ أو تعلم أو علم حرفا واحدا أو آية من كتاب الله فله أجرها، ويستمر هذا الأجر والثواب ما تليت تلك الآية، أو الى يوم القيامة.

والآية: في القرآن هي معروفة فقول: {الحمد لله رب العالمين} آية، والفاتحة سبع آيات، وفي هذا الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من علم آية من كتاب الله عز وجل»، ولو فكر الإنسان وتدبر كم سيكون له من الأجر والثواب في تعليم سورة الفاتحة


(١) متفق عليه: أخرجه البخاري (١/ ١٥١) رقم (٧٥٦)، مسلم (١/ ٢٩٥) رقم (٣٩٤).

<<  <   >  >>