للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كسبه» (١)، والصدقة الجارية، كالوقف ونحوه، هي من آثار عمله ووقفه، وقد قال تعالى: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم} [يس: ١٢]، والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده هو أيضا من سعيه وعمله" (٢).

وعلى هذا فعلى الأنسان أن ينظر ما يقدم لنفسه في حياته وقبل موته مما ينتفع به بعد موته ويستمر له الأجر والثواب من تلك الأعمال الصالحة، فإن كان صاحب مال عمل لنفسه صدقات جاريات من ماله، قبل الفوات، وحلول السكرات، وذهاب المال في الترف والإسراف ومما لا فائدة منه، وإن كان صاحب علم استمر عليه وتزود منه، وعلمه للناس ونشره، وإن كان صاحب أولاد عمل على صلاحهم وهدايتهم، وعلمهم العلم الشرعي الذي ينفعهم الله به في الدنيا والأخرة ويكون سببا في صلاحهم، وقلما يخلو أحد من أن يكون له واحدة من إحدى الثلاث، وقد يجتمعن في شخص ما، وهذا من فضل الله تعالى، ولهذا فمن لم يكن عنده علم يعلمه الناس مما ينتفعون به، فقد يكون عنده مال يستطيع أن يجعل منه الصدقات الجاريات، فإن لم يكن له مال ولا علم، فقد يكون له أولاد


(١) أخرجه ابن ماجه عن عائشة (٢/ ٧٢٣) رقم (٢١٣٧) أحمد (٤٠/ ٣٤) رقم (٢٤٠٣٢)، وقال محقق المسند: حديث (حسن لغيره)، وقال الألباني: حديث (صحيح) المشكاة رقم (٢٧٧٠) التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (٦/ ٣١٣) رقم (٤٢٤٥).
(٢) تفسير ابن كثير (٧/ ٤٦٥).

<<  <   >  >>