للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال المناوي عند قوله -صلى الله عليه وسلم-: «من دل على خير» "شمل جميع أنواع الخصال الحميدة، «فله» من الأجر «مثل أجر فاعله» أي له ثواب كما لفاعله ثواب ولا يلزم تساوي قدرهما" (١).

قال السيوطي: " اختار القرطبي أنه مثله سواء في القدر، والتضعيف قال: لأن الثواب على الأعمال إنما هو بفضل من الله فيهبه لمن يشاء على أي شيء صدر منه خصوصا إذا صحت النية التي هي من أصل الأعمال في طاعة عجز عن فعلها لمانع منعه منها فلا بعد في مساواة أجر ذلك العاجز لأجر القادر الفاعل أو يزيد عليه، قال: وهذا جار في كل ما ورد مما يشبه ذلك كحديث: «من فطر صائما فله مثل أجره» " (٢).

قال الصنعاني: "دل الحديث على أن الدلالة على الخير يؤجر بها الدال عليه كأجر فاعل الخير، وهو مثل حديث: «من سن سنة حسنة في الإسلام كان له أجرها وأجر من عمل بها» والدلالة تكون بالإشارة على الغير بفعل الخير، وعلى إرشاد ملتمس الخير على أنه يطلبه من فلان والوعظ والتذكير وتأليف العلوم النافعة،

ولفظ «خير»: يشمل الدلالة على خير الدنيا والآخرة، فلله در الكلام النبوي ما أشمل معانيه وأوضح مبانيه ودلالته على خير الدنيا والآخرة" (٣).


(١) فيض القدير (٦/ ١٢٧).
(٢) شرح السيوطي على مسلم (٤/ ٤٩٠).
(٣) سبل السلام (٢/ ٦٣٩).

<<  <   >  >>