للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحصل من غيره، وإنما ذكر دعاءه تحريضا للولد على الدعاء لأبيه، حتى قيل: للوالد ثواب من عمل الولد الصالح سواء دعا لأبيه أم لا، كما أن غرس شجرة يجعل للغارس ثواب بأكل ثمرتها، سواء دعا له الآكل أم لا (١)، وفائدة التقييد بالولد مع أن غيره لو دعا لنفعه؛ تحريضا للولد على الدعاء، وأنه كالواجب عليه" (٢).

قال ابن باز: "لأن الولد الصالح أقرب إلى أن يجاب من الولد الفاجر، وإن كان الدعاء مطلوبا من الجميع للوالدين، ولكن إذا كان الولد صالحا صار أقرب في إجابة دعوته لوالديه" (٣)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولده من كسبه، ودعاؤه محسوب من عمله، بخلاف دعاء غير الولد: فإنه ليس محسوبا من عمله، والله ينفعه به" (٤).

خص الولد بالصالح؛ لأن من كمال صلاحه الدعاء لوالديه، في حياتهما وبعد موتهما فيُرجى منه ذلك، بخلاف الولد الفاسق؛ فإنه بسبب فسقه، وعقوقه قد ربما لا يدعو لوالديه، ولا يرجى منه الدعاء، بل وقد لا يدعو حتى لنفسه.


(١) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (١/ ٢٨٥).
(٢) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (١/ ٣٠٦).
(٣) مجموع فتاوى ابن باز (٤/ ٣٤٩).
(٤) منهاج السنة النبوية (٦/ ٢٢٨)

<<  <   >  >>