للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونفهم من خلال قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أو ولد صالح يدعو له»، أنه يجب علينا تربية الأولاد تربية صالحة، وتنشئة كريمة، مبنية على العمل بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وفعل الطاعات وترك المحرمات، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، والصفات الحميدة، وتعلم العلم الشرعي الذي به تعرف الطاعة من المعصية، وبتحقق هذه الأعمال يحصل انتفاع الوالدين بصلاح أولادهم في حال حياتهما وبعد وفاتهما، فالتربية الصالحة للأولاد في صغرهم تكون سببا في صلاحهم في كبرهم ولهذا قال الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان منا ** على ما كان عوده أبوه

فمن أجل ذلك فلا بد على الوالدين من فعل كل الأسباب التي تؤدي إلى صلاح جميع الأولاد، ذكوراً وإناثاً.

خص الصالح من الولد بالدعاء لوالديه في الحديث؛ لأن الدعاء منه مقدم على غيره و مرجو فعله منه لعدة أمور:

الأول: أن الدعاء من جملة فعل العبادة التي أمر الله بها ومنها الدعاء للوالدين في الحياة وبعد الممات، ودليل هذا قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: ٢٤]، قال ابن كثير: "أي في كبرهما وعند وفاتهما" (١)، وقال السعدي: "أي: ادع لهما بالرحمة أحياء وأمواتا، جزاء على تربيتهما إياك صغيرا" (٢)، قال ابن


(١) تفسير ابن كثير ط العلمية (٥/ ٦٠).
(٢) تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: ٤٥٦).

<<  <   >  >>