للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التوضيح:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: «علما علمه ونشره»، قال الهروي في شرحه لهذا الحديث: "هو أعم من التعليم، فإنه يشمل التأليف ووقف الكتب، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «وولدا صالحا»، قال أي: مؤمنا، وقوله «تركه»: أي: خلفه أي بعد موته، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أو مصحفا ورثه»: أي: تركه للورثة ولو ملكا، وفي معناه: كتب العلوم الشرعية، فيكون له ثواب التسبب، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أو مسجدا بناه»، قال الهروي: وفي معناه مدرسة العلماء ورباط الصلحاء" (١) انتهى كلامه.

قال الطيبي: "الجمل المصدرة بـ (أو) من قسم الصدقة الجارية، و (أو) فيها للتنويع والتفصيل (٢)، قال المبارك فوري: "هذا الحديث كالتفصيل لحديث "انقطع عمله إلا من ثلاث" (٣) اهـ، ومن تأمل ما جاء من الأعمال المذكورة في هذين الحديثين في الجُمل المصدرة بـ (أو) هو لبيان التفصيل، والتنويع كما ذكر ذلك أهل العلم، وليس ذلك فحسب؛ بل ولبيان وذكر أفضل ما يكون فعله صدقة جارية أو وقفا؛ لأنه من تأمل هذه الأعمال التي ذُكرت في هذين الحديثين يجد أنها شملت على أهم مقومات الحياة، سواء الحياة الروحية والقلبية أو الحياة البدنية والجسدية، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده؛ ولأهمية تلك الأعمال وعد الله


(١) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (١/ ٣٢٦) رقم (٢٥٤).
(٢) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (١/ ٣٢٦) رقم (٢٥٤).
(٣) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (١/ ٣٤٦) رقم (٢٥٥)

<<  <   >  >>