للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السبُع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة، ولا يرزؤه (١) أحد إلا كان له صدقة» (٢)، وعنه أيضاً قال -صلى الله عليه وسلم-: «فلا يغرس المسلم غرسا، فيأكل منه إنسان، ولا دابة، ولا طير، إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة» (٣)، وعن أنس ابن مالك رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة (٤)، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها» (٥)، وعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أحيا أرضا ميتة، فهي له، وما أكلت العافية (٦) منه، فهو له صدقة» (٧).

قال النووي: "في هذه الأحاديث فضيلة الغرس وفضيلة الزرع، وأن أجر فاعل ذلك مستمر مادام الغراس والزرع، وما تولد منه إلى يوم القيامة، وقد اختلف العلماء في أطيب المكاسب وأفضلها، فقيل التجارة، وقيل الصنعة باليد، وقيل


(١) لا يرزؤه: أي لا ينقصه ويأخذ منه. [شرح النووي على مسلم (١٠/ ٢١٣)].
(٢) أخرجه مسلم (٣/ ١١٨٩) رقم (١٥٥٢).
(٣) نفس المصدر السابق.
(٤) فسيلة: نخلة صغيرة، (التيسير بشرح الجامع الصغير: للمناوي (١/ ٣٧٢).
(٥) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص: ١٦٨) رقم (٤٧٩)، قال الشيخ الألباني: حديث (صحيح) صحيح الجامع الصغير وزيادته (١/ ٣٠٠) رقم (١٤٢٤).
(٦) العافية: كل طالب رزقا من إنسان، أو دابة، أو طائر، أو غير ذلك. (شرح السنة للبغوي (٦/ ١٥٠).
(٧) أخرجه أحمد (٢٣/ ٣٠٩) رقم (١٥٠٨١). قال محقق المسند: حديث (صحيح)، وقال الألباني: حديث (صحيح) سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢/ ١١١) رقم (٥٦٨).

<<  <   >  >>