للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العمل الثاني

توريث المصاحف

فقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا»، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ»، دل هذا القول كسابقه، من أن توريث المصاحف من الأعمال التي يجري للإنسان أجرها وثوابها بعد الممات، والمصحف هو الكتاب المتضمن والمحتوي لكلام الله تعالى، ولعِظم شأنه رتّب الله سبحانه وتعالى الأجر والثواب حتى في شرائه وتوريثه فضلا، عن قراءته وتعليمه وتعلمه، والمقصود من توريثه أن يقرأ فيه الورثة أو غيرهم، لا لجعله زينة تتخذ أو لجعله تحفة للذكريات تكسى وتعلق، أو يهمل ويهجر ونحو ذلك، وشراءه والقراءة فيه وتوريثه لا يحصل إلا لمن عنده اهتمام بالقرآن، وحبا له، و حرصا على الخير؛ وإلا فمن تأمل في حياة الناس اليوم يجدهم ينفقون أموالا كثيرة في عدد من مجالات الحياة من مآكل ومشارب وملابس ومناكح ومراكب ومساكن وغيرها من متاع الدنيا، وربما يكون للإنسان من المراكب والمساكن ما يصل الى حد الإسراف، فتجد شخصا له أربع أو خمس من السيارات، وأخر له مثل ذلك من العمارات، وأخر قد تزوج بعدد كذا وكذا من النساء، يتزوج ثم يطلق وهكذا، وأخر أنفق كثيرا من أمواله في السياحة والرحلات، وغير ذلك من الأمور التفهات، التي ينفق الناس فيها أمولا كثيرة، كل هذا فيما إذا كان الإنسان في غنى عنه، ويكفيه ما هو دون ذلك، هذا الصنف الأول.

<<  <   >  >>