للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سعد» (١)، وعن جابر بن عبد الله، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من حفر ماء لم يشرب منه كبد حَرَّى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة» (٢)، والكبد الحرَّى أي: العطشى، والمراد بالكبد الحرَّى أي حياة صاحبها، والحديث يدل على أن في سقي كل ذي روح أجر (٣).

فخُصت الماء بأفضل الصدقة؛ لما لها من فوائد عظيمة، ومنافع جمة وأهمية بالغة، في حياة الإنسان والحيوان والنبات، ولا يصلح شيء أن يقوم مقامها، فقد تكون حاجة الناس للماء أعظم من حاجتهم الى الطعام، ولذا قد يصبر الشخص على الجوع أكثر من العطش، ولَما كانت الماء من أفضل النعم التي أنعم الله بها على الخلق كرر الله تعالى بيان فضله ورحمته بإنعامه علينا بهذه النعمة في مواطن كثيرة من القرآن، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ} [السجدة: ٢٧] وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (٤٨) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا


(١) أخرجه أبو داود (باب في فضل سقي الماء) (٢/ ١٣٠) رقم (١٦٨١)، وما بين المعكوفين عند ابن حبان (٨/ ١٣٥)، ابن ماجه (٢/ ١٢١٤) رقم (٣٦٨٤)، قال الالباني: حسن، صحيح الجامع الصغير وزيادته (١/ ٢٥٠) رقم (١١١٣).
(٢) أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٢٦٩) رقم (١٢٩٢)، قال الألباني: حديث (صحيح)، صحيح الترغيب (١/ ٢٣٣) رقم (٩٦٣).
(٣) انظر النهاية في غريب الحديث (١/ ٣٦٤).

<<  <   >  >>