وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا} [الفرقان: ٤٨، ٤٩]، وقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}[الأنبياء: ٣٠].
فمن أعظم منافعها أنها سبب لحياة الانسان والحيوان والنبات وغير ذلك مما لا غنى له عن الماء، ومن أهميتها للإنسان بعد استخدامها لشربه وطعامه، انتفاعه بها في عبادته لربه سبحانه وتعالى، فإقامة الصلاة تحتاج إلى الطهارة بالماء، سواء في الغسل أو الوضوء ويحتاجها الأنسان في غسل الميت، وغير ذلك من العبادات التي يحتاج فيها المسلم إلى الماء، ولما كانت لها هذه الأهمية في الحياة فقد رتب الله تعالى لمن جعل منها صدقة جارية لينتفع به الخلق والعباد، عظيم الأجر والثواب، وليتذكر الأنسان أن من شرب أو انتفع بهذه الماء التي يجعلها صدقة جارية من انسان أو حيوان أو طير أو غير ذلك، إلا كان له به أجرا وثوابا، وإذا كان الله قد غفر لذلك الرجل، أو تلك البغي (١) وأدخلها الجنة بسبب سقي كلب واحد، فكيف بمن يكون سببا في سقيا خلق كثير من عباد الله المسلمين، فمن له القدرة على أن يجعل لنفسه صدقة جارية من الماء فليبادر إلى ذلك، - خصوصا وقد اطلع على شيء من بيان فضل وثواب هذا العمل الصالح-، مع اخلاص النية واحتساب الأجر والثواب من العزيز الوهاب، والله اعلم.
(١) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها فغفر لها» أخرجه مسلم (٤/ ١٧٦١) رقم (٢٢٤٥)