للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقطاة طائر معروف، وللعلماء قولان في المقصود من هذه العبارة الأول: حمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة؛ لأن المكان الذي تفحص القطاة عنه لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه … ، والثاني: هو على ظاهره، والمعنى أن يزيد في مسجد قدرا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر، أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر، وهذا كله بناء … ، (١)، قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وقال ابن رجب إنما هذا لضرب المثل مع أَنه لا يكون المسجد كذلك (٢)، قال الزركشي: خص القطاة بالذكر دون غيرها لأن العرب تضرب به المثل في الصدق ففيه رمز إلى المحافظة على الإخلاص في بنائه والصدق في إنشائه" (٣).

فكل هذه الأحاديث وغيرها تدل على الحث والترغيب والمسارعة والمنافسة في بناء المساجد، واغتنام هذا الخير العظيم والفضل الكبير، وللإنسان أن يتذكر كذلك ما يستمر له من الأجر والثواب في بنائه لمسجد من المساجد بعد موته، أنه ما صلى فيه مصل أو قرأ قارئ أو أذن مؤذن أو خطب خطيب أو وعظ واعظ أو غير ذلك، إلا كان له في ذلك من الأجور العظيمة ما الله به عليم، والله يضاعف لمن يشاء والله ذو الفضل العظيم.


(١) فتح الباري لابن حجر (١/ ٥٤٥).
(٢) فتح الباري لابن رجب (٦/ ١٧٩).
(٣) فيض القدير (٦/ ٩٦).

<<  <   >  >>