إن من تمام الفائدة المتصلة ببناء المساجد أن أنبه القارئ الكريم على أمور ثلاثة أحدثها الناس في بنا ء المساجد وهي:
الأمر الأول: بناء قبة، أو عدد من القباب على سطوح المساجد، وهذا العمل فيه عدة أمور:
الأول: فيه تكلفة وزيادة المبلغ المالي على الباني أو فاعل الخير المتصدق في ذلك العمل، في ما ليس به حاجة لفعله فيترك.
الثاني: أن عمل القبة أو القباب على سطح المسجد يعوق توسعته إن احتاج لذلك ببناء الدور الثاني عليه.
الأمر الثاني: بناء المآذن الطويلة، وهذا فيه ما فيه من التكلفة الباهظة التي قد ربما يُستغنى عنها بما هو أقل من ذلك، ومن عنده مال كثير وفتح الله عليه فليبني مسجدا أخر ولو صغيرا بتكلفة بناء الصوامع الشاهقة وهذا أفضل، والعجيب في ذلك أنك أحيانا تجد مسجدا صغيرا وقد جعل له مئذنة بما يقارب نصف تكلفة بناء المسجد نفسه.
الأمر الثالث: عمل الزخارف والنقوش التي تصنع داخل المساجد وهذه منهي عنها لما فيها من شغل المصلين برفع ابصارهم اليها، والتأمل فيها وقراءتها، فتشغل المصلي عن الخشوع في الصلاة وهذا لا يجوز.