للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: العمل بما أرشدنا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحثنا عليه، من اغتنام كل الأوقات واللحظات، بفعل القربات والطاعات، والمبادرة الى الأعمال الصالحات قبل الفوات، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا» (١)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» (٢).

الثالث: عملا بما ورد في الحديث المذكور سابقا، من قوله -صلى الله عليه وسلم-: «أو صدقة أخرجها من ماله في صحته، وحياته» (٣)، قال السندي: "أي أخرجها في زمان كمال حاله، ووفور افتقاره إلى ماله، وتمكنه من الانتفاع به، وفيه ترغيب إلى ذلك" (٤)، وهذا الأمر مستفاد من الحديث الذي ذكرت فيه أنواع أعمال الصدقة الجارية مبينا فيه وقت فعلها.

الرابع: لكونها أعظم أجرا، وثوابا عند الله تعالى بدليل ما جاء في الصحيحين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، أي


(١) أخرجه مسلم عن أبي هريرة (١/ ١١٠) رقم (١١٨).
(٢) أخرجه الحاكم عن ابن عباس (٤/ ٣٤١) رقم (٧٨٤٦) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه [التعليق - من تلخيص الذهبي] (٧٨٤٦) - على شرط البخاري ومسلم، قال الألباني: حديث (صحيح) الجامع الصغير وزيادته (١/ ٢٤٣) رقم (١٠٧٧).
(٣) سبق تخريجه
(٤) حاشية السندي على سنن ابن ماجه (١/ ١٠٦).

<<  <   >  >>