للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصدقة أعظم أجرا؟ قال: «أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت لفلان كذا، ولفلان كذا وقد كان لفلان» (١)، فمعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: «صحيح» ليس فيك مرض أو علة تقطع أملك في الحياة، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «شحيح» أي: من شأنك الشح وهو البخل مع الحرص، «تخشى الفقر»: تخافه وتحسب له حسابا، «تأمل»: تطمع وترجو، وقوله: «ولا تمهل» لا تؤخر وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «بلغت الحلقوم» أي: قاربت الروح الحلق والمراد شعرت بقرب الموت، «قلت لفلان كذا»: أخذت توصي وتتصدق، «وقد كان لفلان»: وقد أصبح مالك ملكا لغيرك وهم ورثتك" (٢).

الخامس: جريان الأجر والثواب من بدء انتفاع الناس بالصدقة الجارية، وبهذا يحصل العبد على أجور كثيرة عاجلة قبل الآجلة.

السادس: الحصول على البركة والعوض والخلف والزيادة من الله تعالى في المال المنفق منه، ولهذا أدلة كثيرة من القرآن والسنة تدل على ذلك منها ما سبق ذكره.

السابع: قد يحصل للإنسان تباطء وتأخير وتسويف في فعل الصدقة الجارية فيفوته ذلك الخير؛ لأن الشيطان حريص على أن يفسد على العبد المؤمن أي عمل صالح أو طاعة لله تعالى يحصل له منها غفران لذنوبه ورفع لدرجاته ومرضاة ربه.


(١) متفق عليه: البخاري (٢/ ١١٠) رقم (١٤١٩)، مسلم (٢/ ٧١٦) رقم (١٠٣٢).
(٢) تعليق مصطفى البغا في البخاري (٢/ ١١٠).

<<  <   >  >>