للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثامن: قد يحصل للإنسان ما يحصل من أمور الحياة العارضة، والأشغال المتواصلة، والظروف الطارئة، التي تكون سببا في تأخر الخير وحصوله.

التاسع: ليكون فاعل الصدقة الجارية أو الواقف لهذا الخير، هو من يشرف على هذا العمل الخيري والصدقة الجارية التي عزم على فعلها بنفسه؛ ليتحقق، ويتأكد، من ذلك العمل في عدة جوانب من اتقانه وإحِكامه؛ ليدوم ويستمر نفعه طويلا، لكي يستمر الأجر والثواب، وغالبا ما يحصل هذا إلا بوجود من يهتم، ويتابع.

العاشر: وهو الأمر الأهم بأن الإنسان يبادر في فعل الخير قبل أن يبغته الموت ويأتيه الأجل، وهو لم يعمل شيئا من ذلك الخير، ولذلك قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون: ١٠، ١١]، وقال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل: ٦١]، وقال تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} [يس: ٥٠]، والأدلة على هذا كثيرة معلومة.

فالمبادرة والمسارعة إلى فعل الصدقة الجارية، وأعمال لخير، هو من اغتمام الفرص التي قد ربما لا تُعوض، فيندم الإنسان على فواتها منه، ولم ينفعه ذلك الندم، والله المستعان.

<<  <   >  >>