للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله» (١)، وعنه أيضا، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا» (٢).

قال النووي: "دل الحديث على الحث على الإنفاق من الحلال، والنهي عن الإنفاق من غيره" (٣)، وقال القاري: «إن الله طيب»: أي: منزه عن النقائص والعيوب، ومتصف بالكمالات من النعوت «لا يقبل» أي: من الصدقات ونحوها من الأعمال «إلا طيبا»: أي: منزها عن العيوب الشرعية والأغراض الفاسدة في النية، قال القاضي: الطيب ضد الخبيث … ، وإذا وصف به الأموال أريد به كونه حلالا من خيار الأموال، ومعنى الحديث أنه تعالى منزه عن العيوب، فلا يقبل، ولا ينبغي أن يتقرب إليه إلا بما يناسبه في هذا المعنى، وهو خيار أموالكم الحلال، كما قال تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: ٩٢] " (٤)، أما من عمل صدقة جارية أو أوقف وقفا من مال حرام، فهذا حاله كمن جمع مالا محرما ثم ذهب ليحج، ولهذا قيل فيه:


(١) أخرجه مسلم (باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها) (٢/ ٧٠٢) رقم (١٠١٤).
(٢) أخرجه مسلم (٢/ ٧٠٣) رقم (١٠١٥).
(٣) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٠٠).
(٤) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٥/ ١٨٨٩).

<<  <   >  >>