للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذه بعض من الأدلة التي تدل على إخلاص العمل لله تعالى وعدم الشرك به جل وعلا، ولذلك قال ابن الجوزي فيما يتعلق ببناء المساجد: "من كتب اسمه على المسجد الذي يبنيه كان بعيدا من الإخلاص" (١)، وقال ابن رجب الحنبلي: "فالإخلاص شرط لحصول الثواب في جميع الأعمال؛ فإن الأعمال بالنيات، وإنما لامرىٍ ما نوى، وبناء المساجد من جملة الأعمال، فإن كان الباعث على عمله ابتغاء وجه الله حصل له هذا الأجر، وإن كان الباعث عليه الرياء والسمعة أو المباهاة فصاحبه متعرض لمقت الله وعقابه، كسائر من عمل شيئا من إعمال البر" (٢) اهـ، فعلى المسلم أن يحرص على تحقيق هذا الشرط في قرارة نفسه وقلبه، قبل البدء في كل عمل صالح يعمله؛ ليكون مقبولا عند الله تعالى، وينال به الأجر والثواب.

الشرط الثاني: أن يكون الوقف أو الصدقة الجارية من مال حلال طيب غير مغصوب، ولا مسروق، ولا منهوب، ولا يخالطه مال حرام، من ربا أو يكون فيه شبهة، أو شيء من نحو ذلك؛ بل يكون من حلال صافي لا تشوبه شائبة، فالصدقة الجارية هي عبادة لله سبحانه وتعالى، والله جل وعلا طيب لا يقبل إلا طيبا؛ ولذلك خُصت الصدقة بالطيب، فعن أبي هريرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه،


(١) فتح الباري لابن حجر (١/ ٥٤٥).
(٢) فتح الباري لابن رجب (٣/ ٣٢٢).

<<  <   >  >>