للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصورة الخامسة:

وأما الصورة الخامسة من مسارعة الصحابة رضي الله عنهم، وتسابقهم في فعل الصدقة الجارية ما جاء عن ثمامة بن حَزْنٍ القشيري، قال: شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان رضي الله عنه، فقال: أنشدكم بالله هل تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة، فقال: «من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه فيها مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة»، فاشتريتها من صلب مالي فجعلت دلوي فيها مع دلاء المسلمين … ، قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من صلب مالي؟، قال: قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة»، فاشتريتها من صلب مالي فزدتها في المسجد … ،» الحديث (١).

فانظر أخي الكريم الى هذه المسارعة والمسابقة من عثمان رضي الله عنه في فعل الأعمال الصالحات والصدقات الجاريات، فما تكلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأمر مما يحتاج فيه إلى مال، إلا كان عثمان رضي الله عنه سباقا إلى فعل ذلك الأمر، ببذل ماله في وجوه الخير صدقة جارية يرجو أجرها وثوابها عند الله في الجنة، وكأن لسان حاله يقول كما قال الشاعر:


(١) سنن الدارقطني (٥/ ٣٤٨) رقم (٤٤٣٧).

<<  <   >  >>