للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا القوم قالوا من فتى؟ خلت أنّني *** عُنيت، فلم أكسل ولم أتبلّد (١)

فإذا كان هذا هو فعل الصحابة الذين لهم ما لهم من المكانة والفضل عند الله ورسوله من بذلهم الصدقة الجارية والوقف لله تعالى، فما أحوجنا نحن الذين علينا من الذنوب ما علينا، فنحن أولى بالمسارعة والمسابقة في مثل فعلهم، بل وأكثر منه؛ لكثرة ما قد عَلِق بنا من ذنوب وتقصير، فأين المشمرون الى مثل هذه الأعمال الجليلة والفضائل الكبيرة، فالله المستعان، وقد احسن من قال:

يَا نفس مَا لي وللأموال أتركها … خَلْفي وَأخرج من دنياي عُريَانا (٢)

وقال أخر:

أَمْوَالنَا لِذَوي الْمِيرَاث نجمعها … ودورنا لخراب الدَّهْر نبنيها

تِلْكَ الْمنَازل فِي الْآفَات خاوية … أضحت خرابا وذاق الْمَوْت بانيها (٣)

هذه بعض من أحوال الصحابة رضي الله عنهم في تسابقهم في فعل الخير والأعمال الصالحات، أحببت أن أذكرها لنقتدي بهم، ونسير على ما ساروا عليه، من المسارعة والمسابقة في فعل الصدقات الجاريات، والأعمال الصالحات التي ينتفع بها العبد في حياته وبعد الممات.


(١) ديوان طرفة/ المعلقة.
(٢) بستان الواعظين ورياض السامعين (ص: ١٨١).
(٣) بستان الواعظين ورياض السامعين (ص: ١٨١).

<<  <   >  >>