للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له» وكل من ساهم في إخراج هذا العلم النافع يحصل على هذا الثواب العظيم، سواء كان مؤلفا له، أو معلما، أو ناشرا له بين الناس، أو مخرجا، أو مساهما في طباعته، كل بحسب جهده ومشاركته في ذلك" (١).

فعلى الإنسان أن يعمل كل ما بوسعه على أن يكون له شيء من علم ينتفع به بعد موته، ولو لم يكن إلا انتفاع أهل بيته وأولاده ومن إليهم من أقاربه وأرحامه مما يحتاجونه من أمور العلم الشرعي لتستقيم عباداتهم مع الله تعالى ومعاملاتهم مع الخلق، ويكون في ذلك مخلصا محتسبا الأجر والثواب من الله تعالى، وهذا أقل أحوال ما يكون عليه العبد؛ وإن كان هو مسؤولا عنهم بين يدي الله تعالى كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٦] وقال -صلى الله عليه وسلم-: «كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته … » (٢)،

وإنك لتعجب أشد العجب ممن قد بلغ من العلم الدنيوي والجاه والمكانة بين الناس مبلغه؛ ولكن مع هذا كله لا تجده، ولا أهله، ولا أولاده، يحسنون فعل عبادة من العبادات، كالصلاة، والوضوء مثلا، ومع هذا تراه يحاضر في الجامعة، أو في المؤسسة أو في أي مكان من أماكن عمله، من العلوم الدنيوية التي قد ربما لا


(١) فتاوى اللجنة الدائمة - ٢ (١١/ ١٦) السؤال الثاني من الفتوى رقم (٢٠٠٦٢)
(٢) أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر (٣/ ١٢٠) رقم (٢٤٠٩).

<<  <   >  >>