للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال صاحب دليل الفالحين عند قوله -صلى الله عليه وسلم-: «من سن في الإسلام سنة حسنة» "وإن لم يكن حسنها بالنص، بل بالاستنباط بأن دعا لفعلها بقول، أو فعل، أو أعان عليها، أو فعلها فاقتدى به في فعلها" (١).

قال ابن عثيمين: "أي ابتدأ العمل بسنة ثابتة، وليس أنه يأتي هو بسنة جديدة، بل يبتدئ العمل لأنه إذا ابتدأ العمل سن الطريق للناس وتأسوا به وأخذوا بما فعل (٢)، فمعنى: «من سن في الإسلام سنة حسنة» أي سن الوصول إلى شيء مشروع من قبل، كجمع الصحابة المصاحف على مصحف واحد، فهذا سنة حسنة لاشك، لأن المقصود من ذلك منع التفرق بين المسلمين وتضليل بعضهم بعضاً، وكذلك أيضاً جمع السنة وتبويبها وترتيبها، فهذه سنة حسنة يتوصل بها إلى حفظ السنة" (٣). وقال أيضا في موضع أخر: " السُنة في الإسلام ثلاثة أقسام:

سنة سيئة: وهي البدعة، فهي سيئة وإن استحسنها من سنها لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كل بدعة ضلالة»، وسنة حسنة: وهي على نوعين:

النوع الأول: أن تكون السنة مشروعة ثم يترك العمل بها ثم يجدها من يجددها، مثل قيام رمضان بإمام، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرع لأمته في أول الأمر الصلاة بإمام في قيام رمضان، ثم تخلف خشية أن تفرض على الأمة، ثم ترك الأمر في آخر حياة


(١) دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (٢/ ٤٤٦).
(٢) شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: ٢٨٣).
(٣) شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص: ٢٨٤).

<<  <   >  >>