للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث الثاني:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» (١).

التوضيح:

قال النووي: "إن حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة»، وحديث: «من دعا إلى هدى … »، صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة، وتحريم سن الأمور السيئة، وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه، أم كان مسبوقا إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم، أو عبادة، أو أدب، أو غير ذلك، قوله -صلى الله عليه وسلم-: «فعمل بها بعده» معناه إن سنها سواء كان العمل في حياته أو بعد موته" (٢).


(١) أخرجه مسلم (كتاب العلم) (باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى) (٤/ ٢٠٦٠) رقم (٢٦٧٤).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٦/ ٢٢٦، ٢٢٧).

<<  <   >  >>