والحرام، ومعرفة السُنة من البدعة، ثم ما لا يستغني عنه المسلم في سائر العبادات، كمعرفة شروط وأحكام الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر العبادات التي لا غنى له من معرفة أحكامها، لكي تكون مقبولة عند الله جل وعلا، ومعرفة كل ما هو معلوم من الدين بالضرورة، ثم الأهم فالأهم، وكل على حسبه، وما يحتاجه الناس من الدعوة إليه وبيانه، وقد تيسر في هذا الزمان أمر الدعوة للخلق، وتبليغهم الهدى والرشاد عبر كثير من الوسائل التي أصبحت منتشرة بين أوساط الناس، مثل ظهور التكنلوجيا الحديثة وما فيها من وسائل متعددة تزيل كثيرا من التعب والجهد في إيصال الخير والهدى للناس، ولا شك أن الحريص على دعوة الناس إلى الهدى والخير سوف يعمل على استغلال تلك الوسائل الحديثة غاية الاستغلال، بل ويعمل كل ما في وسعه في الدعوة إلى الله تعالى بكافة الطرق والوسائل المتاحة المشروعة؛ طمعا لما عند الله من استمرار الأجر والثواب على ذلك الهدى، والعلم المنتفع به، في حياته وبعد الممات.
وقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث:«كان له من الأجر» أي: كان للداعي الى الهدى.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل أجور من تبعه» أي: مثل أجور جميع من تبعه من الناس سواء كانوا ذكورا أم إناثا صغارا أم كبارا، وسبب حصوله لتلك الأجور؛ لأنه تسبب في ذلك الهدى كونه سبقهم إليه، فعمل به، ودعاهم إليه فتبعوه وعملوا بذلك