ربه، ليس له شغل سوى الحرب وجهاد الافرنج ونسخ كتاب الله عز وجل، وهو صائم الدهر مواظب على تلاوة القرآن. وكان مغرما بالصيد لهجا به، له فيه ترتيب لا نظير له فيما حكى ابنه عنه، نسخ أكثر من أربعين مصحفا بخطه.
وحضر وقائع كثيرة، وفى بدنه جراح هائلة، ومات على فراشه «١» .
وكانت امارة الحصن لأخيه الأكبر «نصر بن علي» فمات سنة ٤٩١ عن غير عقب، ولما حضرته الوفاة عهد بالامارة إلى مرشد هذا فأبى زهدا فيها وقال:
«والله لا وليتها، ولأخرجنّ من الدنيا كما دخلتها ... ثم ولّاها أخاه أبا العساكر سلطان بن علي، وكان أصغر منه «٢» » .
وسلطان هذا لم يرزق أولادا فى أول أمره، فاصطفى لنفسه ابن أخيه- مؤلف الكتاب: أسامة بن مرشد- وكان يوليه عنايته ويعهد اليه بكثير من المهامّ، ثم رزق أولادا فى آخر أمره، فأظهر التجني على أخيه وأولاد أخيه، وكان فى الأمر بعض الستر فى حياة مرشد. وأما بعد وفاته فقد صارح سلطان أولاد أخيه العداء وأخرجهم من الحصن كرها فى العام التالى سنة ٥٣٢.
وكان هذا من فضل الله عليهم، فنجوا من القتل تحت أنقاض الحصن فى سنة ٥٥٢.
[نشأته وأخباره]
ولد أسامة يوم الأحد ٢٧ «٣» جمادى الآخرة سنة ٤٨٨ (يوليو سنة ١٠٩٥) بقلعة شيزر. وقد حكى هو تاريخ ولادته فى الاعتبار (ص ١٢٤) . وكنيته «أبو المظفر» . ونقل ياقوت كنية أخرى له وهى «أبو أسامة» وقد وجدت كنية ثالثة له فى عنوان كتابه (البديع فى نقد الشعر) الموجود بمكتبة بلدية