وإذا هما اجتمعا هنالك حقبةً ... ظعن السواد عن البياض فسارا
قلت: ما رأيت أن أخلي هذا الباب من شعر في ذكر الشيب، فذكرت هذه الأبيات مختصراً، فإنني أفردت لذكر الشيب والكبر والشباب أيضاً كتاباً ترجمته بكتاب:(الشيب والشباب)«١» اشتمل على كثير مما يُتطلع إليه من هذا النوع، فغنيت به عن الإطالة هاهنا. فمن وقف عليه «٢» من الفضلاء عرف ما بينه وبين كتاب (الشهاب «٣» في ذكر الشيب والشباب) تأليف المرتضى رضي الله عنه، وعلم أن الفضل للمقدم في البيان، لا في التّقدّم في الزمان
[ومن بليغ الاعتذار]
روي: أن المازني قال يوماً لأصحابه: ما أحسن ما قيل في الاعتذار؟
فأنشدوه ما حضرهم «٤» ، فقال: أحسن ما قيل في الاعتذار قول النابغة الذبياني:
سيري إليه فإما رحلةٌ نفعت ... أو راحة القلب من هم وتعذيبِ
فإن عفوت فعفوٌ غير مؤتنفٍ ... وإن قتلت فوترٍ غير مطلوبِ «٥»
نسب المازني هذين البيتين إلى النابغة، وقد وقفت على عدة نسخ من شعر النابغة، فما رأيت هذين البيتين فيما دون من شعره «٦» .