ومنحت آخر بعده جياشةً ... نجلاءَ فاغرةً كشِدقِ الأعلمِ «٣»
ولقد شفعتهما بآخر ثالثٍ ... وأبى الفرار لي الغداة تكرُّمي
ولم يلبث بنو كنانة- رهط ربيعة بن مكدَّم- أن أغاروا على بني جُشم- رهط دريد بن الصمة- فقتلوا منهم [وأسروا وغنموا]«٤» وأسروا دريد بن الصمة، فأخفى نفسه «٥» ، فبينا هو عندهم محبوس إذ جاء نسوة يتهادَين إليه، فصرخت امرأة منهن، فقالت: هلكتم وأهلكتم! ماذا جرَّ علينا قومنا؟! هذا والله الذي أعطى ربيعة رمحه يوم الظعينة! ثم ألقت ثوبها عليه، وقالت:
يا آلِ فراس! أنا جارةٌ له منكم، هذا صاحبنا يوم الوادي. فسألوه: من هو؟
فقال: دريد بن الصمة، فمن صاحبي؟ قالت: ربيعة بن مكدَّم، قال:
فما فعل؟ قالت: قتلته بنو سليم، قال: فمن الظعينة التي كانت معه؟ قالت:
رَيْطَة بنت جِذل الطِّعان «٦» ، وأنا هي، وأنا امرأته. فحبسه القوم، [وآمروا أنفسهم]«٧» وقالوا: لا ينبغي أن نكفر نعمة دريد [عندنا]«٨» . وقال بعضهم: والله لا يخرج من أيدينا إلا برضا المخارق الذي أسره. فانبعثت المرأة في الليل فقالت: