معناه: أنه يطلع عليه فيقتدى به، فله أجر العمل وأجر الاقتداء.
عن عقبة بن مسلم «١» : أن شفيا «٢» الأصبحي حدثه قال: دخلت* ١٣٩ المدينة فإذا أنا برجل قد اجتمع عليه الناس، فقلت: من هذا؟ قالوا: أبو هريرة، فدنوت منه. فلما سكت وخلا قلت له: أنشدك الله تعالى، حدثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظته وعلمته. فقال أبو هريرة: أفعل، لأحدثنك بحديث حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه أحدٌ غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغةً «٣» - أي شهق شهقةً- فخر مغشياً عليه، فمكث قليلاً، ثم أفاق فقال: لأحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نشغ نشغة أخرى فمكث طويلاً؛ ثم أفاق ومسح وجهه؛ وقال: لأحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نشغ نشغة واشتد طويلاً، ثم أفاق، وقال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى إذا كان يوم القيامة يقضي بين خلقه وكل أمةٍ جاثيةٌ-: فأول من يدعى به رجلٌ جمع القرآن ورجلٌ قتل في سبيل الله ورجل كثير المال. فيقول الله تعالى للقارىء: ماذا عملت فيما علمت؟
فيقول: كنت أقوم به آناء الليل والنهار. فيقول الله تعالى: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، [ويقول الله تعالى] : بل أردت أن يقال: فلان