وقال آخر:
بخلت وليس البخل مِنِّ سَحِيَّةً ... وَلَكِنْ رأيتُ الفقرَ شرَّ سَبيلِ
لَموتُ الفتَى خيرٌ مِنَ المَوتِ لِلفتَى ... ولَلموتُ خَيرٌ مِنْ سُؤالِ بَخيلِ
لَعَمرُكَ مَا شيءٌ لِوَجهِكَ قِيمةٌ ... فَلاَ تَلقَ مَخْلُوقَاً بِوجهِ ذَليلِ
وَلا تَسألنْ مَنْ كان يَسألُ مَرَّةً ... فَللفَقرُ خَيرٌ مِنْ سُؤال سَؤولِ
وقال آخر:
أُقسِمُ بِاللهِ لَرَضْخُ النَّوَى ... وَشُربُ مَاءِ القُلُبِ المَالِحَهْ
أَعَزُّ لِلإِنسَانِ مِنْ حِرصِهِ ... وَمِنْ سُؤالِ الأوجُهِ الكالحه
فاستشعر الصّبر تعش ذاغنى ... مغتبطا بالصّفقة الرّابحة
وقال آخر:
لا أستعين بإخواني على الزّمن ... ولا أرى حسنا ما ليس بالحسن
لا أبتدي بسؤال باخلا أبذا ... لو شاء قبل سؤاليه لا كرمتي
ذُلُّ السُّؤالِ وَبذْلُ الوَجهِ مَا اجتَمعَا ... إِلاّ أَضَرَّا بِماءِ الوَجهِ وَالبَدنِ
وَأيُّ ذُلٍّ لِحُرٍّ فِي مُروءَتِهِ ... أَذلُّ مِنْ غُضِّ عَينَيْهِ علَى المِنَنِ
وقال آخر:
مَا اعتَاضَ بَاذِلُ وَجهِهِ بِسُؤالِهِ ... نَيْلاً، ولَوْ نالَ الغِنى بِسُؤالِ
وَإِذا السُّؤالُ مَعَ النَّوالِ وزَنْتَهُ ... رَجَحَ السُّؤالُ وحقَّ كُلّ نَوَال
وَإِذا افْتقَرْتَ لِبَذْلِ وَجهِكَ سَائِلاً ... فابذُلهُ للمُتَكرِّمِ المِفضَالِ
إِنَّ الكَرِيمَ إِذا حَباكَ بنيله ... أعطاكه سلسا بغير مطال