قال اسحق: قلت لزهراء «١» : ما رأيت من نساء العرب أفصح منك ولا أبلغ، يا زهراء، ما خبر أمير المؤمنين؟ قالت: جال بالناس جولة «٢» وحط بهم حطة «٣» حركت الساكن، وأيقظت النائم، وأخافت الآمن، وأتت على نفس المريب. قلت: فما خبر ابن أبي داودٍ «٤» ؟ قالت: قعقع له «٥» بالشنان يمنةً ويسرة، حتى لقد أُحيط به. قلت: فما خبر ابن عبد الملك؟ قالت: يسره أرضه بحج بطين بصهر إلى هذه الذخائر فيفطن لها ثم يتمم عليها «٦» . قلت: فما خبر الناس؟ قالت: تنتقض أنفاشهم فإذا فرغوا هدؤا.
قلت لها: فأين منزلك؟ قالت: مالي منزل، إنما أشتمل بالليل إذا عسعس، وأظهر في النهار إذا تنفس. ثم اتخذت منزلاً. فقلت لها: كم بيننا وبين منزلك؟ قالت: أما على كسلان وانٍ فساعةٌ، وأما على ذي حاجةٍ فقريب.
كتب ابن السماك «٧» إلى عمرو بن بانة «٨» : «إن الدهر قد كلح «٩» فجرح، وجمح فطمح، وأفسد ما أصلح «١٠» ، فإن لم تُعن عليه فضح» .