للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلام أخيه، فلما رآه معاوية قال: إيه يا مروان! عن رأيك صدر القوم حتى أسمعوني ما سمعت؟ قال: يا أمير المؤمنين، إنّ لنا ولك مثلاً. قال: هات خطّط كخطط أخيك. قال: يا أمير المؤمنين، إن عديّ بن زيدٍ العباديّ لما حبسه النعمان بن المنذر في السجن قال «١» :

أبَا منذرٍ جازيتَ بالودِّ سخطةً ... فماذَا جزاءُ المبغضِ المتبغضِ «٢»

فجازيتهُ فِي ذَا المثالِ كرامةً ... ولستُ لشيءٍ بعد بالمتعرّض «٣»

فإنا والله- يا أمير المؤمنين- غير عائدين لشيء من معاتبتك في هذا الأمر، فإن تراجع قبلنا، وإن تأب أمسكنا، مع أنك لو قدرت تتكثر بالزنج على آل «٤» أبي العاص لفعلت، تكرّها لجلدٍ فيهم، وتبرماً بمدتهم، وايم الله ما هذا جزاؤهم منك، لقد أثروك وواسوك، فما جازيت ولا كافأت. فقام معاوية مغضباً «٥» ، وقال للحرس: شدّوا أيديكم بالقوم. ثم دخل، وأجلسوا «٦» طويلاً حتى ساء ظنهم، ثم خرج مقطّباً بين عينيه، فجلس على سريره، وأقبل بوجهه، وتمثل بأبيات «٧» :