أنصف أذنيك من لسانك، فإن الخالق جل ثناؤه إنما جعل لك أذنين ولساناً واحداً، لتسمع ضعف ما تتكلم.
وقال لتلامذته: من شكركم على غير معروف أو بر فعاجلوه بهما، وإلا انعكس الشكر فصار ذماً.
وقال: من لم يراعَ الاخوان عند دولته خذلوه عند فاقته.
وقال: الملك السعيد من تمت رياسة آبائه به، والشقي من انقطعت عنده.
قيل: أراد أفلاطون سفرا، فقال لسقراط: أوصني أيها الحكيم. فقال «١» : كن سيّئ الظن بمن تعرف، وعلى حذر ممن لا تعرف، وإياك والوحدة، وكن كأحد أتباعك، وإياك والضجر وسوء الخلق. وإذا نزلت منزلاً فلا تمشِ حافياً، ولا تذق نبتة لا تعرفها، ولا تغتنم مخاصرة الطرق «٢» ، وعليك بجوادها وإن بعدت.
وكتب أفلاطون إلى روفسطائيس الملك:«قد أسمعك الداعي، وأعذر فيك الطالب، وانتهت الأمور فيك إلى الرجاع «٣» ، ولا أحد «٤» أعظم رزية ممّن ضيّع اليقين وأخطأ بالأمل» .
وقيل لأفلاطن: كيف تركت أهل بلدك؟ قال: بين مظلوم لا ينصف، وظالم لا يقلع.
وقال لديقوميس «٥» الملك: اجعل ما طلبت من الدنيا فلم «٦» نظفر به ولم تقدر عليه-: بمنزلة ما لم «٧» يخطر ببالك.