بإيقاد النار في مخترقهم، وبين من أدته القسوة إلى أن أجج نيران الفتن حتى سد مسالك طرقهم. اللهم إنا نعوذ بك من الجور بعد الكور «١» ، ونسألك الخلاص من أمراء الجور.
٤٢- حبس أبو دلامة «٢» على الشراب، فكتب إلى المنصور «٣» :
أمن صهباء صافية المزاج ... كأن شعاعها ضوء السراج «٤»
وقد طبخت بنار الله حتى ... لقد صارت من النطف النضاج «٥»
أقاد إلى السجون بغير جرم ... كأني بعض عمال الخراج «٦»
فاستدعاه واستنشده، وأمر له بألف درهم. فلما خرج قال له الربيع «٧» : فهمت يا أمير المؤمنين قوله بنار الله؟ قال: فهمت قال: ما عني بها إلا الشمس. فرد، فقال: يا عدو الله ما عنيت بنار الله قال: نار الله الموقدة التي تطلع على فؤاد من أخبرك. فضحك منه، وأمر له بألف أخرى.