يرضى بلونين من كشك ومن عدس ... فإن تشهى فزيتون بطسوج «١»
٨٠- قال علي لعمر رضي الله عنهما: إن سرك أن تلحق بصاحبك فأقصر الأمل، وكل دون الشبع، وانكس الإزار، وارفع القميص، واخصف النعل، تلحق بهما.
٨١- أبو صالح: حدثت أبا زيد النحوي بقول ابن عباس: ما رضي الله الناس بشيء من أقسامهم كما رضّاهم بأوطانهم. فقال: بلى والله، وبأحسابهم، قلت: كيف؟ قال: تراه من عكل أو سلول أو محارب وهو يفاخر، وهو قوله تعالى: كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
«٢» . وقد افتخر الحائك بحياكته فقال:
وما أنا خياط أخرق إصبعي ... ويشغلني التغضين عبد الطبائب
ولكنني ضرّاب حقة حائك ... ورام لسهم أسود الرأس صائب
وقال الأول:
كل امرىء في نفسه ... أعلى وأشرف من قرينه
٨٢- وقال الجاحظ: إن الله تعالى إنما خالف بين طبائع الناس ليوفّق بينهم في مصالحهم، ولولا ذلك لاختاروا كلهم الملك والسياسة أو التجارة والفلاحة، وفي ذلك ذهاب المعاش وبطلان المصلحة. فكل صنف من الناس مزين لهم ما هم فيه، فالحائك إذا رأى من صاحبه تقصيرا أو خرقا قال: يا حجام، والحجام إذا رأى مثل ذلك من صاحبه قال: يا حائك:
فأراد الله تعالى أن يجعل الاختلاف سببا للائتلاف، فسبحانه من مدبّر.
وترى البدوي في بيت من قطعة كساء معمد بعظام الجيف مع كلبه،