للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧٢- دخل زبيري الهوى على عبد الملك بعد قتل عبد الله «١» ، فقال له: أليس قد ردك الله على عقبيك؟ قال: يا أمير المؤمنين، أو من رد إليك فقد رد على عقبيه؟ فسكت عبد الملك، واستحيا وأمر له بمال.

١٧٣- قال عمر بن عبد العزيز لرجل من أهل الشام: كيف عمالكم قبلكم؟ قال: يا أمير المؤمنين إذا طابت العين عذبت الأنهار.

١٧٤- أخذ الحجاج ابن الحنفية «٢» بمبايعة عبد الملك، قال: إذا اجتمع الناس عليه كنت كأحدهم، قال: لأقتلنك، قال: أو لا تدري؟

قال: وما لا أدري؟ قال: حدثني أبي: أن لله في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة، له في كل لحظة ثلاثمائة وستون قضية، فلعله يكفنيك في قضية من قضاياه. فارتعد الحجاج وانتفض وقال: لقد لحظك الله فاذهب حيث شئت. فكتب الحجاج بحديثه إلى عبد الملك، ووافق ذلك كتاب ملك الروم إليه يتهدده، فكتب عبد الملك إلى قيصر بحديث محمد، فكتب إليه قيصر: هيهات هيهات، هذا كلام ما أنت بأبي عذره، هذا كلام لم يخرج إلّا من نبي، أو من أهل بيت نبوة.

١٧٥- استدرك على إياس بن معاوية ثلاث، قيل له تسرع في الجواب، وتجالس الدون من الناس، وتلبس الدون من الثياب، فقال:

خمسة أكثر أم ستة؟ قالوا: ستة، قال: أسرعتم في الجواب، قالوا:

ومن يشك في ذا؟ قال: فأنا لا أشك في الدقيق كما لا تشكون في الجليل، ولئن أجالس من يرى لي أحب إلي من أن أجالس من أرى له، ولئن ألبس ثوبا يقيني خير من أن ألبس ثوبا أقيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>