أبا مليكة «١» وأكثر ولا تبق علينا؟ وحسبوا أنه يسألهم في دية، فقال قصعة من ثريد «٢» قالوا: ألف قطعة، قال: لا أريد إلّا واحدة، فأكل وشبع وقال:
لعمرك ما المجاور في كليب ... بمقصى في المحل ولا المضاع
ويحرم سر جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع
وقدم المدينة فاستعدوا له من كل جانب، وقال بعضهم: علي عشر من الإبل، وقال آخر: علي خمس، وقال آخر علي ألف درهم، وأعدوا له كل ضرب من الثياب. فلما دخل قام متوكئا على عصاه فقال: من يحملق على سمل «٣» نعله من يعين بسحق «٤» عميمة؟ من يكسو جبيبة «٥» صوف؟ فسقط عن أعينهم.
٣٩- ووفد على سعيد بن العاص «٦» فقال لغلامه: أدخله السوق فلا يشير إلى شيء إلا اشتريته له. فمر على صنوف الثياب من الخز والقز فلم يشر إلى شيء إلا إلى قطيفة ومدرعة، فعتبته امرأته، فندم وقال في سعيد:
سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلا ... فسيان لا حمد عليك ولا ذم «٧»