للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥٨- كان عامر بن عبد الله بن الزبير من أفاضل ولد عبد الله «١» ، وكان عابدا ناسكا متخشعا، فقال له أبوه: يا بني إني قد رأيت أبا بكر وعمر فلم يكونا هكذا. أراد فرط تخشعه. ومكث بعد قتل أبيه يدعو له سنة لا يخلط به غيره. وانصرف ذات ليلة من مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد العتمة، فلما وقف بباب منزله عرض له الدعاء، فاستقبل القبلة ورفع يديه، فما زال قائما رافعا يديه حتى انفجر الفجر. وكان فتيان المدينة يتراهنون على يدي عامر إذا رفعهما، يقولون: من يرفع يديه ولا يضعهما حتى يضع عامر. وسرقت نعلاه وهو في دعائه، فكان إذا ابتهل يدعو قالت نفسه نعلك يسرق، فقال: لا أراها تشغلني عن ذكر الله، فترك لبس النعل، وكان يمشي حافيا.

وكان من دعائه: يا باقي، يا دائم، لا تضلل دعائي، ولا تبطل مسألتي.

٢٥٩- المسور بن مخرمة «٢» : دخلت على معاوية فقال: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ فاستعفيته، فأقسم عليّ، فو الله ما تركت عيبا إلا ذكرته، فقال: لا تبرأ من ذنب، فهل لك يا مسور ذنوب تخافها أن تهلك بها إن لم يغفرها الله؟ قلت: نعم، فما أحق أن ترجو المغفرة مني. فكان مسور إذا ذكره استغفر له.

٢٦٠- وقال: خصمني كاتب سعد بن أبي وقاص، وكان مستجاب

<<  <  ج: ص:  >  >>