للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم أسمعه والده وهو صغير، فأول سماعه وهو ابن اثنتي عشرة سنة، سنة ٧٣٧ هـ، على شيخيه علم الدين سَنْجَر الجاولي، وتقي الدين محمد بن أبي بكر بن عيسى الإخنائي (١)، ثم أُسمع أيضًا على: جمال الدين عبد الرحيم بن عبد الله بن يوسف، المعروف بابن شاهد الجيش، سمع عليه (صحيح البخاري) كما في ترجمته من الوفيات رقم (٣٥٧)، وعلاء الدين علي بن عثمان بن إبراهيم بن التركماني، سمع عليه (صحيح البخاري) أيضًا، وتقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي السبكي، وشمس الدين محمد بن عبد الله بن محمد المقدسي.

ثم طلب بنفسه، ورحل في طلب العلم أكثر من مرة (٢)، فزار خلالها عدة مُدن عدَّدتها مصادر ترجمته، وذكرت ما لقي بها من شيوخ.

فمن المدن التي سمع بها: القاهرة، ومصر، ومكة، والمدينة، ودمشق، وصالحيتها، وحلب، وحماة، وحمص، وطرابُلُس، وصفد، وبَعْلَبَك، ونابُلُس، وبيت المقدس، والخليل، وغزة، والإسكندرية، يجمعهم تخريجه المسمى (الأربعين متباينة البلاد)، وهي غير مكتملة، رآها الحافظ ابن حجر بخط مخرجها، وقد زادت على الثلاثين (٣).

ولتعدد رحلاته تلك، كان من الطبيعي أن يكثُر شيوخه، حتى أنهم زادوا على المئتين، أقدمهم وفاة -وفق ما توصلت إليه- محمد بن إبراهيم بن معضاد الجَعْبري (ت ٧٣٧ هـ)، وترجمه في وفياته (٤)، وآخرهم وفاة عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك، المعروف بابن الشيخة (ت ٧٩٩ هـ)، حدَّثه عن أحمد بن كُشْتَغْدي، كما في ترجمة ابن كُشْتَغْدي رقم (٧٠).


(١) ذكرت مصادر ترجمته سماعه على الشيخين، وانفرد السخاوي في الضوء اللامع بتحديد السنة.
(٢) عدَّ أستاذنا د. معبد هذه الرحلات وذكر أنها: خمسٌ إلى البلاد الشامية، وخمسٌ إلى الحجاز، إضافة إلى رحلات أخرى إلى الإسكندرية. راجع تفصيلًا: الحافظ العراقي، ص ٣٣٩ - ٣٧٤، ٣٨٩ - ٤١١.
(٣) ذيل الدرر الكامنة، ص ١٤٤.
(٤) في القسم الضائع منها، وهو برقم (١) في منتقى ابن خطيب الناصرية.

<<  <   >  >>