للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنه ألَّف في وفيات نقلة العلم وذوي الشأن ذيلًا على كتاب سلفه ابن أيبك الدمياطي، وأقرَّه على ذلك تلميذاه: ابن قاضي شهبة في (تاريخه)، فقال: "وعمل وفيات ذيلًا على ذيل أبي الحسين بن أيبك"، وابن حجر، حيث عدَّد في مقدمة كتابه: (الدرر الكامنة) مصادره التي اعتمد عليها، فقال (١): (الوفيات) للحافظ شمس الدين أبي الحسين ابن أيبك الدمياطي، و (الذيل) عليه لشيخنا، أبي الفضل بن الحسين العراقي".

أما السخاوي الذي تأخَّرت وفاته عن شيخيه، ولم يتصل بالزين العراقي اتصالهما به، فقد خلط بين (ذيله على وفيات) الشريف الحسيني وبين (ذيله على العبر)، فذكر ما سبق أن أثبتناه سابقًا (٢) وهو في ظني وهمٌ منه، ويُجلَّى بأمور:

* أولها أن (ذيل) الزين العراقي على العبر ابتدأه من سنة ٧٤١ هـ، وانتهى به سنة ٧٦٣ هـ، وفق ما صرح به مقدمته قائلا: "فأنا أذكر في هذه الأوراق (ذيلًا) على (العبر) للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، يلي (ذيله) الذي ذيله عليه، فإنه انتهى في (العبر) إلى سنة سبع مئة، وقد كنت قبل هذا بزمن طويل ذيَّلت من هنا، ثم رأيته ذيَّل عليها إلى سنة أربعين وسبع مئة، وقع لي بخطِّه، وفي عقبه (ذيلٌ) لصاحبنا الحافظ أبي المحاسن محمد بن علي بن محمد بن حمزة الحسيني، وكان في ملكي، ثم فقدته من سنين، فلم أظفر به إلى الآن، وهو بخط مُذيله، وما أظنه نقل منه شيء، فإني ابتعته من تركته، فرأيت أن اقتصر على ما ذيله الذهبي من سنة إحدى وأربعين وسبع مئة إلى زماننا مستمدًّا من الله حُسن المعونة … " (٣)، وما صرَّح به ولده في بداية (ذيله) (٤) على (ذيل) أبيه، كما أنه لم يُثْبِت أحدٌ لابن أيبك (ذيلًا على العبر) ليذيِّل عليه العراقي.


(١) ١: ٥.
(٢) راجع ما سبق، ص ١٠.
(٣) من مقدمة ذيل العبر، نسخة خطية ملحقة بكتاب العبر، من محفوظات مؤسسة زيد بن علي الثقافية.
(٤) الذيل على العبر، ص ٤٩.

<<  <   >  >>