للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتنحصر وفيات هؤلاء العلماء خلال الفترة ما بين سنتي ٦٩١ هـ، ٧٦٤ هـ (١).

أما عن منهجه، فهو يبدأ بذكر اسم المترجم له كاملًا، يتبعه بتاريخ مولده -إن وجد- ثم بشيوخه وما سمعه عليهم، ثم بتلامذته وما سمعوه منه، ثم بتاريخ وفاته.

وقد يورد في بعض الأحيان ما تقلَّده المُترجَم له من وظائف إدارية أو علميَّة.

ولا يخفى على المطِّلِع على هذا المنهج أنه قريب من منهج المحدِّثين -ولعل هذا جاء تأثُرًا منه بالعلم الذي نبغ فيه- كما أنه قريب من المنهج الذي خطَّه المنذري في كتابه: (التكملة)، وسار على منهجه مَن تبعه ممَّن ذيَّل عليه، وعليه وجب السؤال عن مخطوطنا، لأيُّ الذيلين يتَّبع؟، أو بالأحرى: أي ذيلٍ ثبت لابن أيبك، فذيَّل عليه الزين العراقي؟.

يُعْتبر الصلاح الصفدي أقدم مَنْ ترجم للشهاب ابن أيبك في كتابه: (أعيان العصر) (٢)، ولمَّا كان الصلاح قريب العهد به، إلى جانب كونه مؤرخًا مطَّلعًا على أكثر مصنفات عصره في هذا الفن وغيره، فتُعدُّ شهادته القول الفصل، وعليه، فإنه لم يُثْبِت لابن أيبك ذيلًا على (وفيات الأعيان)، وإنما أثبت له ذيله على (صلة التكملة لوفيات النقلة)، فقال: "وأرَّخ الوفيات ذيلًا على الشريف عز الدين".

وتبع الصفدي فيما ذهب إليه التقيُ الفاسي في (إيضاحه) كما سبق وأشرت، ونقل ابن قاضي شهبة في (تاريخه) (٣) عن شمس الدين الحسيني مما لا يوجد في (ذيله على العبر) قوله: "وذيَّل على الوفيات للشريف الحسيني، كتب فيه إلى حين وفاته".

بل إن الزين العراقي نفسه لمَّا عدَّد كُتب الوفيات في شرحه لألفيته (شرح التبصرة والتذكرة) (٤) ووصل إلى ابن أيبك، قال: "وذيَّلتُ على ابن أيبك". وبذلك فقد أثبت بنفسه


(١) راجع ترجمة رقم ١١٩، ١٢١.
(٢) ١: ١٧٥ - ١٧٦.
(٣) ١: ٥٦٢.
(٤) ٢: ٢٩٦.

<<  <   >  >>