للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفوائد التي سوف نسردها ستكون (تبيانًا وتدبرًا)، بمعنى أننا نقف مع آيات كتاب الله الحكيم، مع علم البيان (١)، وعلم التدبر (٢)، ومع بعض الفوائد المستخرجة، ونستنبط ما ينتج من إشارات، أي إنها ليست تفسيرًا، ولكن نذكر بعض النقاط والفوائد التي يستفاد منها، أما التفسير فيرجع له في الكتب المعروفة والمشهورة، وإلى علمائه الكرام.

وقبل أن أكتب هذا البحث درست وقرأت الآلاف من الصفحات ـ من غير مبالغة ـ على أن أجد من يقف على رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ خاصة، والرؤى الأخرى الموجودة في كتاب الله عامة، بحيث يستفاد من علم تعبير الرؤيا في شرحها وبيانها، فلم أجد ما يشبع فضولي، وتقريبًا ما وجدت أحدًا قد وقف تلك الوقفات، إلا إذا كان هناك مؤلف لم أطّلع عليه، أو عالم لم أسمع منه.


(١) علم البيان هو: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد، بتراكيب مختلفة، في وضوح الدلالة على المقصود، بأن تكون دلالة بعضها أجلى من بعض، وموضوعه: اللفظ العربي، من حيث وضوح الدلالة على المعنى المراد، وغرضه: تحصيل ملكة الإفادة، بالدلالة العقلية، وفهم مدلولاتها، وغايته: الاحتراز عن الخطأ، في تعيين المعنى المراد، ومباديه بعضها: عقلية، كأقسام الدلالات، والتشبيهات، والعلاقات، وبعضها وجدانية، ذوقية، كوجوه التشبيهات، وأقسام الاستعارات، وكيفية حسنها. [أبجد العلوم، للقنوجي ص (٢/ ١٢٩)]، وهناك كتب خدمت هذا الجانب للمتأخرين منها: كتاب (على طريق التفسير البياني) للدكتور فاضل السامرائي، دار الفكر، ومقالات الشيخ محمد راتب النابلسي، وكتابات الدكتور عبدالرحمن فودة، منها كتاب (بلاغة النظم القرآني) وغيرها من الكتب.
(٢) والتدبر لكتاب الله هو: (التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكَلِم ومراميه البعيدة)، قواعد التدبر الأمثل للميداني ص (١٠).

<<  <   >  >>