للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على التوكل على الله والإيمان به، يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦)} (١) فيعقوب ـ عليه السلام ـ ذكّر يوسف ـ عليه السلام ـ بأن الاجتباء الذي سوف يكون له من الله، كما هو واضح في الآية، علماً أنه لم يحدد ما هو هذا الاجتباء! ! .

ثالثًا: من علامات الرؤيا الصحيحة ترابط رموزها ومعانيها ترابطًا واضحًا جليًّا، وهذا أول ما على المعبّر أن ينظر إليه.

رابعًا: على المعبّر أيضًا الاجتهاد في تحليل تلك الروابط، والنظر في كيفية الجمع بين رموز الرؤيا في نقطة تقابل واحدة أو بقدر ما يستطيع؛ لأن ذلك يساعد كثيرًا في تفسير الرؤيا، بل ويظهر الأمر الأهم والمفترض أن يسلط عليه الضوء في التعبير.

وهذا مثالٌ حيٌّ ندرسه، وهو رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ فكل رموز رؤياه موجودة في السماء؛ الكواكب، والشمس، والقمر، كلها أجرامٌ سماوية، فهذا دليل على أنها مترابطة، إلا رمزًا واحدًا وهو السجود الذي يختلف عن باقي الرموز، على الرغم أنه يتقابل معها في المعنى والمغزى، كما سنوضح ذلك في ملحق النماذج آخر الكتاب.


(١) سورة يوسف الآية (٦).

<<  <   >  >>