للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وقوع دلالة الجمال على إخوة يوسف]

ولعل بشرتهم كانت بيضاء أيضًا، إذ هذا من الجمال، وهذا من كلام العرب (البياض في سواد العين) (١)، وهو من معاني الكوكب وهذا قمة الجمال.

وهناك عدة قرائن (٢) أخرى لصحة نظرية (جمال إخوة يوسف) منها:

١ ـ أن الإخوة أحيانًا يكونون شبيهين ببعضهم، وما دام أن يوسف ـ عليه السلام ـ كان في قمة الجمال، فإخوته سيكونون قريبين منه.

٢ ـ غير ذلك أن راحيل أم يوسف ـ عليه السلام ـ كانت جميلة أيضًا بل كانت هي الأجمل من بين أخواتها (٣).

ومما يستأنس به، جزء من حديث ذكره الإمام البيهقي ـ رحمه الله: يقول صلى الله عليه وسلم: (ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا أنا


(١) الكوكب والكوكبة: النجم، كما قالوا: عجوز وعجوزة، وبياض وبياضة. قال الأزهري: وسمعت غير واحد يقول للزهرة، من بين النجوم: الكوكبة، يُؤَنِّثونها، وسائر الكواكب تُذَكّر، فيقال: هذا كوكب كذا وكذا. والكوكب والكوكبة: بياض في العين. أبو زيد: الكوكب البياض في سواد العين، ذهب البصر له، أو لم يذهب. ... ويقول أيضًا: وغلام كوكب ممتلئ إذا ترعرع وحسن وجهه، (١/ ٧٢١) لسان العرب، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
(٢) علم القرائن علم قوي ونادر لم يفرد في مصنف، وأتمنى أن يكون له مصنف يستفيد منه المعبرون وغيرهم.
(٣) ذكر ذلك الإمام ابن كثير في البداية والنهاية فقال: (فخطب إليه راحيل، وكانت أحسنهما، وأجملهما) (١/ ٤٤٩).

<<  <   >  >>