للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في هذا المبحث سنتعرف على بعض طرق وقواعد التعبير اليسيرة (١)، والمستنبطة من رؤيا يوسف ـ عليه السلام ـ منها ما يفيد المعبّر في تحليل الرؤيا، ومنها قواعد عامة يستفيد منها الرائي والعامة.

أولاً: الرؤيا عالم غيبي والإيمان بها من صلب العقيدة (٢):

إن الأحلام والرؤى هي من باب الغيبيات التي لا يكاد يستوعبها عقل؛ لأنها من عالم لا نراه ولكن نؤمن به، سواء من الرؤيا أو في تعبيرها، (وخصوصًا تلك التي هي من النوع المرموز (٣) الغير واضحة المعالم)، فلا يوجد في الواقع أن الكواكب تسجد لأحد، لكن هذا مقبول في الرؤى والأحلام؛ لأن لها معنىً خاصًّا وبعيدًا، وتسلسل الآيات كان في سياق ذكر الغيبيات (٤).

ثانيًا: تذكير الرائي بعد سماع الرؤيا أن مافيها من فضل فهو من الله، فليحمد الله عليها، ولا يظن أن الرؤيا مقدسة لذاتها، ولكن لأنها من الله ـ جل وعلا ـ ولا ينسى المعبر ذلك لما فيه من أثر في تربية المرء


(١) تعلُّم تعبير الرؤى قال به كثير من العلماء منهم الإمام ابن سعدي ـ يرحمه الله ـ يقول: (إن علم التعبير من العلوم الشرعية، وإنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه) تفسيره (٠١/ ٤٠٧).
(٢) انظر ص (٣٩).
(٣) انظر ص (٥٣)، حاشية (٢).
(٤) انظر ص (٣٩).

<<  <   >  >>